العراقيون ينددون بالهجوم على كنيسة في بغداد
صفحة 1 من اصل 1
العراقيون ينددون بالهجوم على كنيسة في بغداد
العراقيون ينددون بالهجوم على كنيسة في بغداد
محمد القيسي في بغداد لموقع الشرفة
2010-11-01
سكان بغداد يواسون بعضهم البعض أمام كنيسة سيدة النجاة. [محمد أمين/رويترز]
خرج عشرات العراقيين في بغداد يوم الاثنين، 1 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى الشوارع العامة في منطقة الكرادة للتنديد بالهجوم الارهابي على المصلين في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد.
وقال المواطن عمر حردان، 43 عاما ويسكن في بغداد، "كان جميع العراقيين يصلون في تلك الساعات، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة. كلنا كنا نصلي وندعو الله أن يفك العراق من قبضة الإرهاب".
وأضاف حردان "المتطرفون الأغبياء يقتلون باسم ديننا لأنهم مجرمون ولا يمتلكون إلا هذه الطريقة لسفك الدماء. مصيرهم إلى جهنم والرحمة لشهدائنا الأبرار".
وكان 14 مسلحا، تسعة منهم يرتدون أحزمة ناسفة، قد حاولوا اقتحام مبنى سوق البورصة العراقية للتداول المالي في منطقة الكرادة في الساعة السادسة من مساء الأحد، 31 أكتوبر/تشرين الأول، بحسب مسؤولين أمنيين. ولدى تصدي قوات الأمن العراقية لهم، قاموا بالهروب والتحصن داخل كنيسة سيدة النجاة المجاورة لمبنى البورصة.
وقام المسلحون باحتجاز المصلين الذين كانوا يقيمون قداس الأحد بداخلها، بعد أن قتلوا أحد حراس الكنيسة والأب ثائر عبدالاله والأب وسيم صبيح الذي كان يلقي العظة على المصلين.
وقال العقيد الركن عبد الله الكاظمي، من وحدة مكافحة الارهاب في بغداد، في حديث لموطني "قام اثنان من المسلحين بإطلاق نار في الهواء وتفجير قنابل صوتية داخل الكنيسة خلال الدقائق الأولى لعملية الاحتجاز وقطع التيار الكهربائي عن الكنيسة وإغلاق الشبابيك ومنافذ التهوية، مهددين بقتل أي مقاومة تصدر من المصلين البالغ عددهم 147 شخصا، بينهم 40 سيدة و19 طفلا دون سن السادسة".
وأوضح الكاظمي أن قوات الجيش والشرطة العراقية قامت بمحاصرة المكان وإخلاء المنطقة، وحاولت الفرقة الذهبية التابعة لوحدة مكافحة الارهاب اقتحام المكان لكنها تراجعت عن ذلك بسبب تهديد المسلحين بقتل جميع الرهائن.
وأضاف الكاظمي "كنا نسمع أصوات بكاء وصراخ النساء والأطفال داخل الكنيسة".
وقد قامت القوات الأميركية بتوفير طائرة استطلاع وتصوير جوي لمنطقة الكنيسة لرصد تحركات المهاجمين.
وحاول المسلحون التفاوض مع القوات العراقية، حسب قول الكاظمي، وبين مطالبهم كان إطلاق سراح عدد من قادة الجماعات الارهابية المعتقلين في السجون العراقية.
وقال الكاظمي "أبلغناهم أن العراق لا يتفاوض مع الارهابيين ولا يقبل منهم أي شروط وأن خيارهم الوحيد هو الاستسلام وإطلاق سراح الرهائن".
وخلال المفاوضات، استطاعت قوة من القوات الأمنية العراقية تحرير 13 رهينة، بعد اقتحام أحد الغرف القريبة من الشارع الخلفي للكنيسة وإخراج من كان فيها عبر النافذة.
وبحسب الناطق باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا، ينتمي الارهابيون إلى جنسيات عربية مختلفة وكانوا "يعتزمون قتل جميع المصلين داخل الكنيسة لولا تدخل القوات الأمنية في الوقت المناسب".
وفي الساعة التاسعة ليلا، قام فريق من الفرقة الذهبية وبالتعاون مع القوات الخاصة العراقية "الكوماندوز" باقتحام مبنى الكنيسة وقتل ثمانية من الارهابيين الذين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة، واعتقال خمسة آخرين، فيما نجح واحد بتفجير نفسه داخل القاعة.
وقد أدى انفجار الحزام الناسف إلى مقتل 51 شخصا، بينهم كاهنين ونساء وأطفال، بالإضافة إلى 11 عنصرا من قوات الأمن العراقية. وأصيب في الانفجار 66 شخصا، بينهم 32 من رجال الأمن.
وقال المقدم خميس أحمد، من وحدة مكافحة الارهاب في بغداد، "لقد مثلت هذه العملية اختبارا حقيقيا لقدرة قوات الأمن العراقية ومدى خبرتها في التعامل مع هكذا مواقف صعبة. وقد نجحوا في الاختبار".
وقد أشرف وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي ميدانيا على عملية تحرير الرهائن.
وقال العبيدي في حديث لموطني "إن سياسية العراق هي عدم الرضوخ أو التفاوض على شروط ومطالب الارهابيين. ويجب أن يعلموا هذا الشيء جيدا. وستبوء أي محاولة أخرى من هذا القبيل بالفشل الذريع في المستقبل".
من جانبه، قال أسامة النجيفي، رئيس تجمع "عراقيون" في البرلمان العراقي، "كان الهجوم يهدف إلى إثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في العراق. لكنه فشل بكل تأكيد لأن الجميع قابله بالإدانة والاستنكار".
أما حسن السنيد، عضو البرلمان العراقي، فقال في حديث لموطني "إن تلاحم العراقيين أقوى من محاولات الارهاب لزرع الفتنة. وسنتمكن من اعتقال جميع الارهابيين وزجهم في السجون لكي لا يضيع حق العراقيين أبدا".
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى